طرح أحد تلاميذي على هذا السؤال: لماذا ينطفئ بركان كان في حالة نشاط في وقت ما؟ (مثال على ذلك بركان Olot الذي يقع  في اسبانيا). شكرا، عبد القادر

أولا من الصعب القول أن بركاناً ما قد انطفأ أو خمد، ففي الواقع يعتمد كل هذا على دورة نشاطه، ونشاط البركان لا يعتمد على مدى تغذية حجراته بالصهارة (الماجما) (إذا وجدت) فقط بل أيضا يعتمد على طريقة مرور الصهارة داخله (من حيث التشققات الصخرية والحرارة)، وتغذية الحجرة الخاصة بالصهارة تعتمد ببنية الأرض التي تكون فيها، فمثلا تتغذى الحجرة الصهارية لبركان القوس المتأخر بانصهار الصخور التي توجد في منطقة التقاء الصفائح التكتونية، فإذا كانت منطقة التقاء الصفائح التكتونية تلك مازالت نشيطة، تذوب الصخور التي توجد في الأعماق وتزود الحجرة بالمادة اللازمة وقد لا يتم تغذية الحجرة الصهارية لأسباب متداخلة كالضغط والحرارة للمكان، والقوى الخاصة بالبنية الأرض، وقد تنهار تلك الحجرة الصهارية على نفسها (كما ينهار كهف ما) وكذلك قد يحجر الممر الذي يمر فيه الصهارة في طريقها للسطح عندما يبرد، فيتصلب ولا يمنح الصهارة أي فرصة للوصول إلى السطح، إذا كان البركان ناتج من منطقة حارة فيمكن أن تنشأ سلسلة متتابعة من البراكين (الواحد يلي الآخر) من مصدر بركاني واحد، في حين يبقى المصدر ثابت لا يتحرك في باطن الأرض السفلي وتتحرك من جانبها بنية طبقة الأرض أسفلها مكونة بذلك قبة بركانية كلما صعدت الصهارة إلى السطح (ارجع إلى مثال جزر هاواي حيث فقط البركان الأخير بالأرخبيل بقى نشيط). لتبسيط وتوضيح هذا المثال، يكفي أن تتخيل التحرك المستقيم لطبقة معدن أسفل شفاطة، فقط الانتفاخ أو التضخم الأخير هو الذي يرمز للبركان الأخير في الأرخبيل، أما عن البراكين الأولى فتعتبر كلها خاملة لأنه لم يتم تغذيتهم بالمنطقة الحارة تلك ومع ذلك يجب الأخذ في الاعتبار أحد العوامل الهامة ألا وهو عامل الزمن، في الواقع جميع تلك الأحداث تحدث على مستوى زمني كبير لا نتصوره بالإضافة إلى أنه إذا أضيف إلى البركانية النشاط الزلزالي والذي كذلك يصاحبه لا شيء يضمن لنا عدم تكرار الظروف المنشطة للبركان، ففي الواقع، يكون البركان مهما كان صغر حجمه قادرا على إحداث خلل في توازن النظام والتسبب في حدوث تشققات وخنادق مما يسمح للصهارة بإيجاد طريقها للخارج، فمن خلال ما سبق أردت أن اثبت أنه من الصعب الحكم على أي بركان أنه خامد، فمن الأصح القول أنه من خلال ذاكرة الإنسان لم نرى هذا البركان نشيطاً من قبل فهو خامل، ومن هذا المنطلق يعلن الجغرافيون وعلماء البراكين وخبراء الزلازل عامة معاً لدراسة تفاعل البركان لمراقبته ومحاولة رصد الدلائل على ثورات قد تحدث في المستقبل.